صديقتي الوفية ::
قد يخالج قلبك بعض الحزن لأنني ولفترة طويلة لم أنقش على صفحاتي حروف حبي التي نقشتها على قلبك قبل أن
أخطها على كتبي ودفاتري ...
كنتي بطلة خواطري .. ومشاعري .. ومالكة قلبي .. كنت توأم روحي وما زلت كذلك .. كان الجميع أمامك كومبارس لا مجال للمقارنة بينك وبينهم فبمجرد التفكير في ذلك يجعلني أعلن فوزك وحصولك على قلبي ..
حاربت الجميع لأجلك , لم أرضخ لرغباتهم ولم أستمع لحديثهم .. أمي ,, أخي ,, أختي ,, وخالتي لم يستطع أحد منهم
أن يزلزل حبك في قلبي فحبك ثابت كالجبال .. كنت كمن يقود نفسه إلى الجحيم يرى الجميع يلوحون له لا تقترب..
يسمعهم ينادونه ستحرقك بلهيبها لكنه يأبى يريد فقط أن يحترق بنيرانها .. يريد أن يذوق عذاب الحب ..
عذبيني بحبك وأحرقيني .. أريد أن أذوب أكثر أريد أن تنصهر كل أجزائي لأعيش معك بعدها جنة الحب ....
أصبحتي أنت جنتي وناري ,, صيفي وشتائي ,, أمسي ونهاري ...
اليوم وأنا أقلب ألبوم حياتي تستوقفني ذكرياتنا سويا .. أذكر فيها يوم دخلتي فيه حياتي .. جعلتك صديقتي الوحيدة و
أهملت كل صديقاتي ,, جعلتك جل همي ونسيت كل اهتماماتي ,, أصبحت كل الأمور في حياتي داخل محيطك أنت
تعلقت حياتي بحياتك أنت ....
وهنا أراك غاضبة فأضحك ..أتذكر شجارنا العفوي البريء لم نكن نغضب أكثر من لحظات قصيرة لتعود بها
ابتسامتنا .. ربما هذا ما جعلنا مبعث حقد وغيرة لغيرنا فلم نكن نحمل في قلبنا بقايا كره أو خبث أو انتقام ..
لم تغادري تفكيري دقيقة إلا و تعودي لتحملي قلبي الشوق من جديد .....
وهنا .. أراك تضحكين ,, نعم فقد كنت أقول لك إحدى نهفاتي المميزة .. حديثي كان يبعث الأمل والسرور في داخلك
وحديثك كان دائما ما يجعلني أراك خالتي ,, عمتي ,, أو حتى أمي .. لا لا تضحكي .. سنة بيني وبينك لكنني كنت أجد
نفسي طفلة لا تفقه شيئا بجانب حديثك الناضج الذي لا يخلو أيضا من روحك المرحة ..
تتوالى الذكريات في داخلى لأستقر هنا ...
آه كم كبرنا .. ودعنا حياة البراءة والطفولة لنعيش حياة أخرى تملؤها الهموم والمشاكل .. أصبحتي مسؤولة فيها
عن إخوة وجدوا فيكي أم ثانية .. تغدق عليهم بحنانها و عطفها دون مقابل .. أصبحتي مسؤولة عن بيت كبير تتولين مهامه دون كلل أو ضجر ... أصبحتي مسؤولة عن أشياء كثيرة لم تكن لي الأولوية فيها
لم أكترث لكل ذلك فقد كان حبك يكفيني .. كان قلبي يكتفي أن تكوني داخله .. يكفيني أن أكون إحدى اهتماماتك
ولو كنت آخرها ..
عكسك أنت فحين سرقتني الظروف , اغتصبت وقت فراغي وقتلته فوقفت مسلوبة الإرادة .. ليس بيدي ما أفعله
أحاول جاهدة أن أرد فيه الحياة لأستطيع ممارسة وظائفي كما اعتدت دائما لكنني لم أستطيع ..فانغمست في حياتي
التي بدأت تولد فيها ظروف تعيقني أكثر .. فكبلتني ولم أستطع أن أكمل رحلة عطاءي معك ..
اكتفيت بأضعف الإيمان بأنك تشعرين ببوح قلبي دون أن أتكلم .. ودون أن أخط لك أجمل عبارات الحب كما كنت دائما .. دون أن أحدثك يوميا لأنقل لك آخر ما حدث اليوم .. كنت أوقن حينها بأنك تقدرين ظروفي وحياتي الجديدة
كما فعلت أنا من قبل لكنك خذلتني .........
لم أكن أنتظر منك ذلك .. لم أتوقع منك كل تلك القسوة .. كنت كمن يريد أن يصطاد فريسته , يراقبها طويلا حتى ينقض عليها بشراسة .. أشعر نفسي أحيانا عاجزة عن التفكير , قسوتك شلت قدرتي عن فعل أي شيء سوى أن
أقف مذهولة أمام جبروتك ...
اعذريني لأنني بدأت أنعتك بكل تلك الصفات التي قد تشعرين أنها لا تليق بك .. لكنني هذا ما وجدته , كنت أرى
قسوتك دائما حين تحاولي إغلاق ألبوم حياتنا .. كنت أرى ذلك الحب يلوح لي مودعا قلبا كان يتمنى فراقه منذ زمن
وأنا كما أنا ما زلت واقفة كتمثال لا يؤثر فيه البرد والدفء .. الحب والكره ..
فروحه غادرت جسده ........
اعذريني مرة أخرى يا صديقتي فأنت في كل المرات تخرجينني من حياتك كالشعرة من العجين أما الآن فسأخرج
لوحدي ولن أنتظر منك أي شيء .. سأرحل وسأخرج من حياتك لكنني لن أستطيع أن أخرج حبك من قلبي فاسمحي
لي بأن يبقى حبك في داخلي إلى أن أموت وأن أستبدلك بالألم صديقا وفيا هو فقط من سأستطيع إكمال رحلتي معه
دون مقابل ... اعذريني .. اعذريني يا صديقتي فأحيانا تكون لحظات الفراق أجمل بكثير من لحظات اللقاء ....
بقلمي ,,, عذبني بحبك